ما هو التسويق عبر البريد الإلكتروني؟ وكيف استطاع المحافظة على فعاليته حتى الآن؟ وهل يستحق التجربة في الوقت الحالي
باختصار نصحبك اليوم في مراجعة شاملة حول مفهوم التسويق الالكتروني وما يرتبط به من موضوعات شغلت المهتمّين الماركتنج. بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهم اتجاهاته الحديثة.
مفهوم التسويق عبر البريد الإلكتروني
هو إحدى استراتيجيات التسويق الرقمي التي ما زالت قائمة منذ تسعينات القرن الماضي. يقوم هذا المفهوم التسويقي على فكرة بسيطة وهي توجيه رسائل إلى جمهور محدد، لكن الفكرة تطورت بمرور الأيام حتى تتماشى مع أهداف المشاريع والتكنولوجيا الحديثة.
على أي حال يختلف محتوى رسائل البريد الإلكتروني بالاعتماد على أهداف الحملة، وفي كثير من الأحيان تخرج عن كونها عامة حتى تصبح مخصصة استناداً إلى تفضيلات الفئة المستهدفة وسلوكها.
هكذا تتخذ حملات البريد مجموعة أشكال غير محدودة على الإطلاق، ويأتي الشكل الأقدم منها على هيئة رسائل إخبارية وتحديثات شهرية، بينما تجلت مؤخراً في إنشاء عروض ترويجية للمنتجات أو الخدمات وغير ذلك.
مكانة التسويق عبر البريد الإلكتروني
حافظت حملات البريد الإلكتروني على مكانتها الرفيعة بالرغم مما يشهده عالم التسويق من ابتكار استراتيجيات جديدة. وانطلاقاً من ذلك يجزم خبراء الماركتنج أن تلك المكانة تخفي وراءها عوامل نجاح متنوعة، ويمكن اختصارها في النقاط الآتية:
تعزيز عملية التواصل
تكمن قاعدة النجاح الأولى ضمن عالم الاقتصاد في خلق تواصل فعّال مع العملاء، وهذا ما تحققه فعلياً أفضل استراتيجيات التسويق عبر الإيميل. إذ سجّلت إحدى إحصائيات Litmus أن نسبة رسائل البريد الإلكتروني المقروءة على الهاتف المحمول تتجاوز 54%. وهذا يعني إمكانية الوصول إلى العملاء داخل منازلهم بلمح البصر.
من ناحية أخرى تعمل حملة التسويق عبر الإيميل على ثلاث محاور متكاملة، وذلك ابتداءً من البقاء على تواصل مع جمهورك المستهدف ومروراً بالوصول إليهم في الوقت الحقيقي، وأخيراً ضمان تفاعلهم مع رسائل البريد الإلكتروني.
علاوة على ذلك ينعكس تعزيز التواصل على نسبة المبيعات إيجاباً بفضل أسباب كثيرة منها التحويل السريع إلى موقع الويب مثلاً. ولقد وجدت إحدى الدراسات أن أكثر من 25% من مبيعات الخدمات في الولايات المتحدة تُعزى إلى حملات البريد.
سهولة قياس النتائج
يرتبط جزء كبير من نجاح التسويق الرقمي بموضوع سهولة قياس النتائج. فلا يمكن تجاهله أو التقاعس في متابعته حينما تريد التفوّق على المنافسين خلال وقت قياسي. وهنا يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: هل يمكنني تتبع حملة التسويق عبر البريد الإلكتروني بسهولة؟!
في الحقيقة هي أسهل استراتيجيات التسويق من حيث القياس وأكثرها تنظيماً في هذا الشأن بفضل توفّر أدوات متخصصة. على سبيل المثال سوف يكون بمقدورك الوصول إلى معدل التسليم الحقيقي، ونسبة إلغاء الاشتراك وغير ذلك الكثير وذلك كله سبب رئيسي في تحسين أداء الحملة وتطويرها بسرعة.
منخفضة التكلفة
ترصد الشركات في معظم الأحيان ميزانية ضخمة عندما تريد البدء في حملة تسويقية عبر قنوات التسويق الشائعة، لكن في حملات البريد الإلكتروني لا داعي إلى تخصيص مبلغ كبير كميزانية للحملة خاصة أن الخطط الشهرية ميسورة التكلفة سوف تتكفل بالوصول إلى شريحة واسعة من العملاء.
من ناحية أخرى تبدو التكلفة ثابتة بغض النظر عن أماكن تواجد الأشخاص الذي ترسل إليهم الرسائل وهكذا يتناسب هذا النوع التسويقي مع جميع المشاريع سواء كانت إنتاجية أو خدمية.
أفضل ممارسات حملات البريد الإلكتروني 2024
يغفل بعض المسوقين في العالم العربي عن أهمية وضع خطة مُحكمة عند التسويق عبر البريد الإلكتروني لتحقيق النجاح المطلوب، فلا يمكن أن تكون قائمة فحسب على مجرد رسالة بريدية موجّهة إلى جمهور، وإنما يجب تبني بعض الممارسات الآتية:
زيادة قابلية التسليم والقراءة
في ظلّ اكتظاظ صناديق البريد الوارد بالرسائل يبدو من الضروري إيجاد طرق فعالة لزيادة قابلية التسليم والقراءة. وتتجسّد في المقام الأول باعتماد استراتيجية الاشتراك المزدوج التي يؤكد فيها العملاء رغبتهم في تلقي البريد الإلكتروني. علاوة على ذلك يمكن الاحتيال على الأمر عبر دمج بروتوكولات المصادقة مثل إطار سياسة المرسل (SPF) والبريد المحدد بمفاتيح المجال (DKIM). وذلك كله سيؤدي بشكل أو بآخر إلى تعزيز مصداقية رسائل البريد الإلكتروني.
صناعة محتوى فريد
يأتي المحتوى الجذاب في صُلب نجاح حملات التسويق الرقمي في كثير من الأحيان، ومن هنا يستحقّ مضمون رسالة البريد اهتماماً مضاعفاً عند إعداد الاستراتيجية الكاملة، ولكن يبقى السؤال الأهم كيف تفعل ذلك؟!
في البداية يجب تركيز جلّ اهتمامك على أسطر موضوع البريد الإلكتروني حتى تظهر مختصرة وواضحة ومقنعة في آن معاً، وتعود أهمية الاعتناء الكبير بها إلى كونها السبب الأول في فتح العميل للرسالة أو إهمالها إلى الأبد. في المرحلة التالية من تجهيز رسائل حملة التسويق الالكتروني ينبغي إعطاء الأولوية لتعزيز جاذبية المحتوى دون إطالة أو تعقيد. علاوة على استخدام العناصر التفاعلية مثل الرسوم البيانية واستطلاعات الرأي لأنها تزيد من جاذبية الرسالة وأثرها.
تصميم سهل العرض
لا شكّ أن قراءة رسائل البريد الإلكتروني على الهواتف الذكية هو الأكثر رواجاً في غضون السنوات الأخيرة. لذلك يستغل المسوقون المحترفون الاستعمال المتزايد للأجهزة المحمولة في إعداد تصاميم مناسبة للعرض على شاشة الهاتف بسلاسة دون مشاكل.
وفي هذا الصدد تلجأ بعض الشركات في حملاتها التسويقية البريدية إلى شراء قوالب جاهزة وقابلة للتخصيص أيضاً حتى تتمكن من إطلاق حملات الهاتف المحمول أولاً.
آفاق مستقبل التسويق الالكتروني
تتوالى الأخبار الإيجابية عن مستقبل التسويق عبر البريد الإلكتروني خلال الأعوام الأخيرة، وكان آخرها ما صدر عن منصة البيانات العالمية وذكاء الأعمال “Statista” حيث تنبأت أن يتضاعف عدد رسائل البريد الإلكتروني المرسلة يومياً إلى 392.5 مليار بحلول عام 2027. بينما تزداد الإيرادات الناجمة عن حملاته إلى إلى 17.9 مليار دولار أمريكي.
نتيجة لذلك يتضاعف الاهتمام بمعرفة المزيد والمزيد عن اتجاهات حملات البريد الإلكتروني التي ما تزال خاضعة للتغيير بمرور الأيام. ويمكن إجمال أهم ما يتردد من اتجاهات مستقبلية في السطور التالية:
توظيف الذكاء الاصطناعي
لا يمكن تجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي في جعل الحملة التسويقية أكثر نجاحاً، ولكن يتخوف بعض الأفراد حتى هذه اللحظة من توظيف أدوات الذكاء في حملات التسويق بالرغم من فوائده المثبتة.
يساعد الذكاء الاصطناعي بدرجة كبيرة في أتمتة حملات البريد وتخصيصها. على سبيل المثال يكفي اعتماد إحدى أدوات AI حتى تحصل بسهولة على اختبار A/B مؤتمت.
التركيز على خصوصية العملاء
رأى اتجاه خصوصية العملاء النور فعلياً في عام 2018 وتحديداً بعد إصدار لائحة حماية البيانات GDPR، ومنذ ذلك الوقت بدأت الشركات الكبرى بالتحرك نحو تحسين خصوصية البيانات بشكل أفضل حتى أصبح اليوم من الاتجاهات الأولى في عالم التسويق عبر البريد الإلكتروني. إليك بعض الممارسات التي تقوم بها الشركات لدعم هذا التوجه:
- مطالبة العملاء المحتملين بملء استبيان قصير للتعرف أكثر على نوعية المنتجات أو الخدمات المفضلة لديهم.
- تزويد جمهورك بخيار إلغاء الاشتراك أو تغيير تفضيلات البريد الإلكتروني الخاصة بهم.
أتمتة التسويق عبر البريد الإلكتروني
تزايد في الفترة الأخيرة الاتجاه للاعتماد على الأتمتة في حملات البريد الإلكتروني والتي تهدف في جانب منها إلى تفعيل التواصل بين المشتركين والعلامة التجارية وفي جانب آخر لتوفير الموارد والجهود المبذولة في هذا الإطار. فقد ولّى زمن الرسائل البريدية العشوائية وحلّت مكانها أنظمة الأتمتة التي تمنح العميل إحساساً بالحرية والتحكم في البريد الوارد إليه.
بالإضافة لما سبق يكفي إخبارك أن رسائل البريد الإلكتروني الآلية تحقق إيرادات أكثر بنسبة 320% من رسائل البريد الإلكتروني العادية. كما تشارك في الوقت ذاته بأداء مهام عديدة أخرى، على سبيل المثال يمكن الاستفادة منها في تنقية القائمة البريدية ورعاية العملاء المحتملين أيضاً.
كيفية استخدام حملات البريد الإلكتروني في بناء علاقات مع العملاء
ينظر خبراء الماركتنج إلى رضا الجمهور المستهدف على أنه واحد من مقاييس النجاح الأساسية، وبناء على هذه القاعدة الثابتة يتساءل المرء: كيف يتم استغلال استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني في تشييد علاقات قوية مع العميل؟!
التحلي بالصدق أولاً
في الحقيقة لا يتأتى كسب ثقة العملاء إلا من خلال الصدق، لهذا لا تحاول إطلاقاً جذب العملاء المحتملين عن طريق تقديم وعود وهمية أو حتى وعود غير قادر على تنفيذها بالوقت الحالي.
تقديم محتوى مفيد
يتفاعل العملاء عادةً مع المحتوى عالي الجودة مهما كان نوع رسالة البريد الإلكتروني، وهذا ما يحتّم على المسوقين تضمين الحملة معلومات ذات قيمة بالنسبة إلى المتلقي.
بمرور الوقت تضمن هذه الطريقة تفاعل الجمهور مع رسائل البريد الإلكتروني، وفي أحيان كثيرة قد تدفعهم إلى إرسال استفسارات حول المنتج أو الخدمة التي توفرها.
التواصل مع المشتركين
يمتلك المشترك في القائمة البريدية رغبة في إيجاد وسيلة تواصل فعلية مع العلامة التجارية، لذلك لماذا لا تقدّم له ذلك على طبق من فضة من خلال التسويق عبر البريد الإلكتروني بطرق بسيطة؟!
لا يتطلب التعرف على المشتركين والتفاعل معهم أكثر من تضمين استطلاعات الرأي في حملتك، هذا فضلاً عن ذكر اسم جهة الاتصال لتسهيل عملية التواصل ومنح الحملة مصداقية أكبر.
توفير هدية اشتراك
إذا أردت اتخاذ خطوة فعالة وسريعة في طريق تعزيز علاقتك مع الجمهور يجب أن تفكر في توزيع هدية مفيدة ومجانية لكل عميل، ومن الضروري أن تختارها مرتبطة بعملك وذات صلة بجمهورك.
على سبيل المثال إذا كانت حملة التسويق الالكتروني لمشروع دورات تدريبية فلا تتردد في منح كل عميل ورشة عمل عبر الإنترنت مجاناً.
مشاركة محتوى متنوع
تحتاج هذه الطريقة إلى التفكير بعقلية الزبون بدلاً من البائع، أيْ التوقف قليلاً عن إرسال المحتوى المخصص للمبيعات في سبيل إيجاد أنواع محتوى جذابة أكثر. ويفضل اللجوء إلى هذه الحيلة بين الحين والآخر تجنباً لإحساس الملل عند جمهورك.
من أكثر أنواع المحتوى التفاعلي تفضيلاً هي القصص الشخصية والنصائح المرتبطة بما تقدّمه في مشروعك التجاري. على سبيل المثال ننصحك بسرد لحظات تعثر مشروعك أو مشاركة صور من البدايات أو الإشارة إلى أحد أفراد أسرتك الذي كان له الفضل في قصة نجاحك.
أسئلة شائعة عن التسويق الالكتروني
نال التسويق الرقمي شهرة واسعة كما ذكرنا آنفاً، وكان ذلك سبباً في تداول عشرات الاستفسارات حوله، وهذه أهمها:
كيف يتم التسويق عبر البريد الإلكتروني؟
تحتاج حملة التسويق الالكتروني إلى إعداد قائمة العملاء المستهدفين ومحتوى الرسالة، بالإضافة إلى تحديد الوقت المناسب للبدء.
ما هي فوائد استخدام خدمة التسويق بالبريد الإلكتروني؟
تكثر فوائد استعمال التسويق عبر الإيميل للمشاريع التجارية والخدمية، وإليك بعضها:
- مضاعفة حركة المرور إلى الموقع الرسمي.
- زيادة وعي الجمهور بالعلامة التجارية.
- مد جسور الاتصال مع العملاء.
هل التسويق بالبريد الالكتروني صعب ام سهل؟
يشمل مصطلح التسويق الرقمي مجموعة واسعة وكبيرة من الأساليب والقنوات، والتي يصعب الإحاطة بها جميعها خلال مدة زمنية قصيرة. الخبر الجيد أن التسويق عبر البريد الإلكتروني يعد من الأسهل بين الخيارات الأخرى وربما الأقل تعقيدا.
في النهاية نأمل أن تكون مقالتنا اليوم حول التسويق عبر البريد الإلكتروني قد قدّمت معلومات مفيدة للقارئ العربي.
; الكلمات المفتاحية
البريد الالكتروني
التسويق الالكتروني
حملات تسويقية