تغري قصص نجاح التجارة الإلكترونية بالبدء في مشروع خاص والتخلي عن العمل التقليدي، لكن كيف؟!
نشارك اليوم أساسيات البدء في متجر إلكتروني ناجح، ولا ننسى اقتراح أهم أدوات موصى بها لبناء المتجر من الصفر، كما نناقش إيجابيات العمل بالتجارة عبر الإنترنت.
مفهوم التجارة الإلكترونية
E-COMMERECE يدل المصطلح إلى عمليات البيع والشراء لكل من المنتجات والخدمات عبر الإنترنت، هكذا تكون العملية معتمدة بالكامل على وجود جهاز متصل بالإنترنت سواء كان الهاتف الذكي أو جهاز لوحي أو الحاسوب بأنواعه
وإذا ما نظرنا إلى فوائد هذه التجارة الأونلاين سنجدها قد طالت البائع والمشتري في آن معاً، إذ فتحت آفاق جديدة غير محدودة أمام الشركات التجارية والمؤسسات الخدمية وأصحاب المشاريع الصغيرة، ومن جهة أخرى كان لها الفضل في تسهيل تجربة التسوق على العملاء أينما كانوا حول العال.
10 خطوات لبدء التجارة الإلكترونية من الصفر
ينهض المتجر الالكتروني بمهام متعددة من دون تكليف صاحبه بعناء تنفيذها، وفي الوقت ذاته يعود بأرباح خيالية خلال وقت قياسي بحال تم وضع استراتيجية تسويق ناجحة، لذلك ما رأيك في إطلاق مشروعك التجاري عبر الإنترنت بالاستناد إلى أسس صحيحة؟!
في الحقيقة تبدو فكرة ناجحة في ظل تزايد إقبال المستهلكين على الشراء الإلكتروني لأنه أقل من حيث التكلفة والجهد. كما أشارت الإحصائيات مؤخراً إلى أن قيمة التجارة الإلكترونية داخل الولايات المتحدة الأمريكية من المتوقع أن تتجاوز 1.3 تريليون بحلول عام 2025.
لكن هل بدء مشروع ناجح في التجارة الإلكترونية أمر سهل؟! باختصار لا يمكن بناء متجر إلكتروني قوي بين عشية وضحاها؛ لأنك سوف تحتاج إلى اتباع 10 خطوات أساسية تدور في فلك 3 محاور هي الاستراتيجية والخطة التسويقية والأدوات المناسبة.
منصة التجارة الإلكترونية
هي الخطوة الأولى في طريق تشييد متجر رقمي بوصفها البنية التحتية والواجهة الأساسية التي تعبر عن مشروعك، إذ تتكفل هذه المنصة بعرض المنتجات وتلقي الطلبات والتواصل مع العملاء وغير ذلك من المهام التي تسعى إلى استكمال عملية البيع. وانطلاقاً من ذلك يشير الخبراء إلى أهمية اختيار المنصة بشكل صائب حسب الاعتبارات الرئيسية التالية:
سهلة الاستخدام كي تتمكن من التحكم بعمليات البيع والشحن واستلام الطلبات من دون عقبات.
إمكانية التكامل لضمان القدرة على دمجها بسهولة مع أدوات أتمته التسويق وبوابات الدفع وشركات الشحن.
قابلة للتخصيص من خلال توفير خيارات واسعة النطاق بهدف تحسين المظهر العام للمتجر.
اختيار اسم مشروعك
الآن حان وقت اختيار اسم المتجر أولاً، ولا داعي إلى تعقيد الاسم لأنه كلما كان بسيطاً علق في ذهن المتسوقين بشكل أكبر وحظي بشعبية واسعة بين الجمهور المستهدف. على سبيل المثال اختار متجر Apple الأكثر شهرة على مستوى العالم اسماً بسيطاً ولا أحد يستطيع إنكار مدى انتشاره من سنوات طويلة.
إجراء أبحاث السوق
تعدّ دراسة السوق خطوة رئيسية حينما تريد إنشاء متجر إلكتروني ناجح وقادر على المنافسة، وتتحرك هذه الأبحاث في اتجاهات عديدة حتى تصل إلى تصور متكامل وواضح بناء على معلومات موثوقة.
على أي حال يجب أن تراقب في البداية أهم المنتجات المطلوبة والأكثر مبيعاً، وبعد ذلك لا بد من الاطلاع على المتاجر المنافسة في مجالك حتى تستفيد من مزاياها وتتجاوز سلبياتها، كما يجب أن تأخذ في حسبانك تفضيلات الجمهور المستهدف.
اختيار المنتجات
أنشئ متجرك الالكتروني بناء على متطلبات السوق المستهدف، حيث تكون احتياجات الجمهور هي البوصلة التي ترشدك فعلياً عند إضافة قائمة المنتجات المعروضة للبيع. ويمكنك الاستعانة بما ورد من معلومات في تقارير تحليل السوق السابقة وبعض الأدوات المجانية مثل جوجل تريند.
تحديد الجمهور المستهدف
لا شك أن تحديد الفئة المستهدفة بدقة أمر ضروري لوضع استراتيجيات التسويق الالكتروني المناسبة، وقد مررنا بهذه المرحلة عندما أُجريت أبحاث السوق، لكن الآن يجب تحديد كيفية التعامل مع العملاء المستهدفين لتعزيز رؤية العلامة التجارية ورسالتها.
بناء على ذلك تتبلور في خطة العمل كل من الأهداف الصغيرة وطويلة المدى، ويساعد هذا بدوره على تحقيق إنجازات واضحة في عملك مع إمكانية تتبع الجهود المبذولة بعد عام من الآن أو حتى 10 سنوات.
بناء هوية العلامة التجارية
يحتاج مشروع التجارة الإلكترونية إلى هوية تجارية خاصة به، وتتضمن هذه العملية كافة الإشارات المرئية التي تظهر للجمهور، وهي: الشعار، الرسوم التوضيحية، لوحات الألوان، ملفات التعريف الاجتماعية، وأخيراً مقاطع الفيديو والصور.
تحديد بوابة الدفع
والآن يجب عليك التفكير بطريقة الدفع الأفضل بالنسبة لك ولعملائك في الوقت ذاته، لأنها الطريقة الوحيدة لتحصيل أرباحك عبر الإنترنت بشكل آمن من حساب المشتري إلى حسابك. وفي الحقيقة توجد PayPal و Payeer خيارات متنوعة من بوابات الدفع، لذلك ينبغي البحث عن بوابة آمنة وموثوقة ومنتشرة على نطاق واسع بين الجمهور المستهدف مثل .
اختيار فريق العمل
تتطلب إدارة المتجر الالكتروني الاستعانة ببعض الموظفين المحترفين في مجالات متعددة، على سبيل المثال ننصحك بتعيين فريق تسويق خبير وموظف مبيعات وفريق خدمة عملاء أيضاً.
وعلى الرغم من أهمية توظيف طاقم عمل بدوام كامل غير أن الاستغناء عنه في البداية احتمال ممكن الحدوث، وخاصة إذا كانت الميزانية ضعيفة وما زال بالإمكان تشغيل المتجر بمفردك.
الترويج للمتجر الإلكتروني
تمتلك استراتيجيات التسويق مفعول السحر في نشر الوعي حول متجرك الإلكتروني الجديد على نطاق واسع بين الجمهور المستهدف، وتتنوع أساليب الترويج التي يمكن اعتمادها للاستحواذ على اهتمام العملاء أينما كانوا.
على سبيل المثال ننصح باللجوء إلى أنماط الماركتنج الأكثر انتشاراً ومنها التسويق عبر البريد الإلكتروني، والتسويق بالمحتوى، التسويق عبر المؤثرين، والتسويق الفيروسي، والتسويق عبر الهاتف المحمول.
تنفيذ الإجراءات الأمنية
يأتي تنفيذ الإجراءات الأمنية في المرتبة الأخيرة من أساسيات مشروع التجارة الإلكترونية لكن هذا لا يقلل من أهميته، لأنه يحمي منصة البيع من اختراق المتسللين والبرامج الضارة وعمليات الاحتيال.
وبالتأكيد لا يمكن التخلي عن هذه الخطوة لأن متجرك الإلكتروني مليء بالمعلومات الحساسة مثل أرقام بطاقات الائتمان للعملاء والتفاصيل الشخصية وكلمات المرور أيضاً.
أهم إيجابيات إنشاء متجر إلكتروني
أثبتت التقارير العالمية الأخيرة أن التجارة الإلكترونية مسيطرة على جزء كبير من اهتمامات فئة الشباب في العالم العربي، فما هي إيجابياتها؟ باختصار، نشارك معك الآن بعض فوائد بدء مشروع تجاري إلكتروني:
- التخلص من أعباء افتتاح محل تجاري ونفقاتها، كذلك إدارة المستودعات عندما تعتمد على دروبشيبينغ.
- امتلاك الحرية في توسيع تجارتك بغرض الوصول إلى مناطق خارج حدود دولتك.
- سهولة بيع المتجر الإلكتروني مقابل مبلغ ممتاز عندما تريد التوقف عن العمل لسبب ما.
- إمكانية البدء برأس مال منخفض بالمقارنة مع أي مشاريع تجارية على أرض الواقع.
- الوصول إلى جماهير أوسع خلال مدة زمنية قصيرة نظراً إلى سهولة انتشار المتاجر الإلكترونية.
أنشئ متجرك الالكتروني بدون أخطاء
يرتكب أصحاب المشاريع الناشئة مجموعة أخطاء شائعة قد تؤدي إلى الفشل الكلي أو الجزئي، فما هي؟ وكيف يمكن تجاوزها في متجرك الإلكتروني الجديد؟
في الحقيقة تتجسد تلك الأخطاء على هيئة هفوات غير مقصودة لكن لها تأثيرات سلبية كبيرة على مجرى العمل، حيث يقع رجال الأعمال ضحية لها نتيجة الجهل بالنتائج. ومن أكثرها رواجاً في الآونة الأخيرة غياب التخطيط للمشروع التجاري والاكتفاء بإنشاء منصة لبيع المنتجات فقط.
علاوة على ذلك يبتعدون عن وضع استراتيجيات التسويق الالكتروني ظناً منهم أن إنشاء منصة تجارية كفيل بجلب العملاء بدون أدنى جهد، وهذا تصرف خاطئ لأن جذب الجمهور بحاجة إلى خطط تسويقية فعالة ومتنوعة مثل تحسين محركات البحث والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
وأخيراً لا يدرك معظم أصحاب المشاريع الناشئة أن خدمة العملاء ركن أساسي لضمان تحقيق تواصل فعال مع العملاء، لذلك لا تتردد في اختيار طاقم خدمي محترف وجاهز لمساعدة الزبائن في أية أسئلة أو مخاوف قد تراودهم.
أفضل أدوات مفيدة عند بناء المتجر الالكتروني
تساعد أدوات التجارة الإلكترونية في تسهيل عملية بيع المنتجات عبر الإنترنت، وتتخذ إما شكل المنصات أو التطبيقات التي تبدو مفيدة في مراحل مختلفة من رحلة المشروع الخاص بك، وفيما يلي 6 أدوات لا غنى عنها لتحسين أداء متجرك:
شوبيفاي – Shopify
أنشئ متجرك الالكتروني من الصفر بأسهل طريقة مع شوبيفاي، وهي عبارة عن منصة تتيح للأفراد إنشاء مواقع الويب والمكونات الإضافية وبرامج سلة التسوق من دون أي مهارات تقنية، كما يمتاز بتقديم تجربة استخدام مرنة حيث تتوافق مع مختلف أنواع الأجهزة الذكية المحمولة.
كانفا – Canva
لا يمكن بناء المتجر الالكتروني من دون محتوى جذاب وقابل للمشاركة في استراتيجيات التسويق الرقمي، لذلك نقترح الاستفادة من كانفا وهي إحدى أدوات إنشاء المحتوى المرئي من خلال قوالب تصميم سهلة الاستخدام عند إعداد الرسوم البيانية وصور المنتجات وتصاميم السوشيال ميديا.
سلاك – Slack
يفرض العمل على متجر إلكتروني أن يتم الحفاظ على التواصل الدائم مع أعضاء الفريق، وهذا ما يجعل اعتماد أدوات الاتصال وإدارة المشاريع إجراء لا يمكن الاستغناء عنه. وبالتأكيد يعتبر سلاك هو أفضل أداة للتواصل والتعاون بين العاملين في الوقت الفعلي مع إمكانية تعيين المهام والوصول إليها بسرعة عالية.
سيمرش – SEMrush
من أدوات التسويق الالكتروني التي تستعمل على نطاق واسع لتحسين ظهور المنتجات في النتائج الأولى من محركات البحث، لأنك إذا أردت النجاح لمتجرك لا بد من اتباع خطة استراتيجية للوصول إلى الجمهور المستهدف وزيادة معدل زيارة العملاء له.
بايبال – PayPal
من أهم المحافظ الرقمية التي تجعل عملية الدفع أكثر سرعة وسهولة، كما تحافظ على ثقة العملاء بالمتجر لأنها آمنة وخالية من التعقيدات أيضاً. وعلى الرغم من انتشار بدائل منافسة كثيرة مثل Google Wallet غير أن بايبال قد حافظ على مكانته في الأسواق العالمية
تحليلات جوجل – Google Analytics
من أدوات تحليل السوق اللازمة لفهم كيفية تفاعل الزوار مع المتجر عبر الإنترنت. وتعمل هذه المنصة على تتبع سلوك العملاء ومراقبة حركة المرور، بالإضافة إلى قدرتها على تقييم فعالية استراتيجيات التسويق الخاصة بك بشكل مستمر.
في الختام يمكننا القول: إن التجارة الإلكترونية تتغير وتتطور باستمرار، وما هو جيد اليوم قد لا يصلح غداً، لذلك لا تتوانى عن مواكبة أحدث الاتجاهات للحفاظ على مرتبة الصدارة.
المصادر:
الكلمات المفتاحية:
التجارة الإلكترونية
المتجر الالكتروني
إنشاء متجر إلكتروني
التسويق الالكتروني
انشئ متجرك الالكتروني