واحد من الأسئلة الأكثر التي يطرحها منشؤو الاعلانات الرقمية، كيف احصل على أفضل نتيجة بأقل سعر ممكن؟
حسنا، لطالما كان المسوقون مهووسون بفكرة الإعلان المثالي الذي يقدم أكبر قيمة ممكنة مقابل أقل تكلفة، ربما كانت معادلة صعبة لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة.
بالرجوع قليلا إلى الوراء سنجد أن هذه المشكلة -أو لنكن أكثر دقة- هذا السؤال لم يكن موجودا قبل عدة سنوات رغم وجود المعلنين والمنصات الإعلانية والاعلانات الرقمية، فما سبب الإلحاح في طرحه الآن؟
حسنا، لنصل إلى إجابة شافية علينا إجراء مقارنة بين حجم سوق الاعلانات الرقمي وعدد المعلنين فيه قبل سنوات وبين حجم السوق وعدد المعلنين فيه الآن، باختصار إنها المنافسة.
مع تحول معظم مقدمي الخدمات والمنتجات للاعلان عما يقدموه رقميا بات لدينا في السوق عدد كبير جدا من المعلنين بما يفوق مساحة العرض شبه الثابتة، وهذا أدى إلى بروز وظائف في مجال وتخصصات جديدة في مجال التسويق الرقمي.
في هذا الدليل سأستعرض معك بعض الخطوات التي تساعدك في تحسين وجودك في هذا السوق المحتدم، بحيث تكون قادرا على الحصول على أفضل النتائج بأقل التكاليف الممكنة.
اولا- تحسين ال USPالخاص بالاعلان:
يشير مصطلح usp إلى عبارة unique selling propsition وتعني عرض البيع الفريد ويعني أن يكون منتجك مميزا بين المنافسين ومناسبا للفئة المستهدفة، وللوصول إلى عرض البيع الفريد احرص على تطبيق الخطوات التالية:
أ- يجب أن يشرح الاعلان للمستهلك ما الفائدة من اقتناءه لمنتجك.
ب- يجب أن تكون القيمة التي يظهرها الاعلان عن منتجك أو خدمتك فريدة تماما ولا شبيه لها بين المنافسين.
ج- يجب أن تكون القيمة التي يقدمها الاعلان مقنعة تماما للعميل المتلقي وهنا تظهر أهمية تحسين الصياغة الفنية للاعلان.
ثانيا- تأكد أن إعلانك موجه للفئة المناسبة:
لابد أن سمعت بمصطلح buyer persona الذي يشير إلى شخصية العميل المثالي.
حسنا، ربما يكون تحديد شخصية عميلك المثالية أمرا صعبا لكن صدقني أن محاولتك في الوصول لتحديد هذه الشخصية هو تحديد له بحد ذاته، لأن محاولاتك المستمرة في الوصول لهذه الشخصية تعني أنك تتعلم أكثر عن طبيعتها النفسية والاجتماعية ونتاج هذا التعلم سيظهر بالتأكيد على شكل تحسين في حملاتك الإعلانية على المديين الطويل والقصير.
ثالثا- استخدم أدوات الجماهير المتقدمة من فيس بوك:
في رحلتي الطويلة في عالم التسويق كان إهمال المسوقين والمعلنين لأدوات الجماهير المتقدمة في فيس بوك واحدا من أكثر الأمور التي تثير استغرابي.
صدقني إن أخبرتك أن معظم المعلنين لا يستخدمون أدوات الجمهور المشابه lookalike audience والجمهور المخصص custome audience في اعلاناتهم رغم الفائدة العظيمة لهاتين الأداتين.
توفر هاتان الخاصيتان الكثير من الوقت والجهد عليك وعلى الخوارزمية في مجال التعلم والتعرف على أفضل فئة يمكن استهدافها وهو ما ينعكس بالايجاب طبعا على نتائج حملاتك الإعلانية.
رابعا- قم باستبعاد الأشخاص الذين سبق وقاموا بعملية نقر أو تحويل على إعلاناتك:
قد يبدو لك أن تأثير هذا الأمر صغير لكنه سيعود عليك بنتائج رائعة، الأمر بسيط جدا قم بإنشاء جمهور مخصص من الناس الذين سبق وزاروا صفحة الهبوط الخاصة بك أو زاروا صفحة معينة على موقعك، في الخطوة التالية وعند إنشاءك لحملتك الإعلانية عندما تصل إلى نقطة اختيار خصائص الجمهور قم باستبعاد هذا الجمهور المخصص الذي أنشأته سابقا عن طريق خيار تضييق الجمهور، وبذلك ستضمن أن إعلانك سيعرض لعملاء جدد دائما.
خامسا- قم بإنشاء صور إعلانية عالية التحويل:
ماذا لو أخبرتك أن 75-85 من أداء حملاتك الإعلانية مرتبط تماما بالصور المستخدمة !!
حسنا، كل ما عليك فعله هو إنشاء تصاميم إعلانية فعالة من خلال اتباع الخطوات التالية:
أ- استخدم ألوانا زاهية ومفرحة وابتعد عن الألوان الداكنة.
ب- احرص على وجود تباين كبير بين الألوان داخل الصورة.
ج- تجنب استخدام الرموز والإشارات بكثرة لأن الخوارزمية لا تفضلها.
د- إذا كان بامكانك وضع صورة منتجك داخل التصميم دون أن يؤثر ذلك على جودة التصميم فلا بأس بذلك.
س- استخدام اعلانات كاروسيل فهي تمنحك قدرا كبيرا من الحرية في توصيل رسالتك الإعلانية وتمنح العميل تجربة تصفح رائعة.
ه – تأكد من وجود هوية بصرية واضحة وترابط واضح بين الألوان المستخدمة في التصميم والألوان الموجودة في الموقع أو صفحة الهبوط.
و- يجب أن لا تشغل النصوص حيزا يزيد عن 20% من مساحة الصورة.
سادسا- استخدم مزيجا تسويقيا يحتوي صورا ومقاطع فيديو:
ماذا لو أخبرتك أن استخدام مقاطع الفيديو يخفض من تكاليف الحملة ؟
ستقول لي كيف ؟
حسنا، بحسب الارقام المقدمة من فيس بوك فإن الحملات التي تحتوي مقاطع فيديو تحصل على ترافيك زيادة بنسبة 87% عن تلك التي لا تحتوي مقاطع فيديو، كما أنها تحصل على معدل نقر أعلى بنسبة 56% من تلك التي لا تحوي مقاطع فيديو.
وهنا علي أن ألفت انتباهك لأمر مهم، تعد الثواني الخمس الأولى هي الأهم في كل فيديو، فهي التي تجعل المشاهد يقرر متابعة المشاهدة أو يقرر تركها، من ناحية أخرى تحصل الفيديوهات القصيرة ما دون 30 ثانية على اهتمام الجمهور بنسبة أكثر من تلك الطويلة، فاحرص على توصيل رسالتك الإعلانية في أقل مدة ممكنة.
سابعا- اكتب نصا إعلانيا قويا:
ذكرت لك سابقا أن الصورة لها التأثير الأكبر من اهتمام العميل لكن ماذا لو كانت الصورة ممتازة والنص المرافق سيئا أو عاديا؟!!
إليك ما أقصد، حينما يعجب العميل بالصورة المستخدمة فإنه يتجه لقراءة النص المرافق، وهنا إن لم يكن النص بمستوى قوة الصورة أو قريبا منها سيدخل العميل في حالة من التردد وهذا الأمر ليس في صالحك.
إليك إذا بعض النصائح في كتابة نصوص فعالة وقوية:
أ- استخدم عبارات حث على اتخاذ إجراء داخل النص.
ب- استخدم في النص أسئلة تبدأ ب ” لماذا” وليس “ماذا” ثم أجب عن تلك الأسئلة.
ج- ركز على فكرة واحدة محددة، لا تجعل نصك الإعلاني أشبه بنص أدبي أو تحليل معمق في جريدة.
د- استخدم الأرقام في نصك فهي توفر عليك قول الكثير.
س- استخدم عناوين قصيرة بما لا يزيد عن 5 كلمات.
ه – أذكر في نصك كل ما من شأنه أن يقدم قيمة للعميل، كالخصم أو الشحن المجاني.
ثامنا- تجنب الوصول إلى مرحلة الاعلان المرهق:
لن تجد الكثير ممن يتحدثون عن هذا الأمر لأن من يعلمون به قليلون، قد يكون بسبب قيامك بحملات شبه دائمة إرهاقا لإعلانك من حيث لا تدري.
يعني الإرهاق الإعلاني أن الناس وإن كانوا مهتمين فعلا بمنتجك أو خدمتك إلا أنهم سئموا من رؤية إعلاناتك، وبمجرد الوصول لمرحلة التعب الإعلاني ستلاحظ تغيرات عدة:
أ- يتوقف الناس عن الدخول إلى صفحتك وبالتالي يتناقص عدد التفاعلات اليومية على الصفحة.
ب_ يتوقف الناس عن مشاهدة إعلانك وبالتالي تنخفض عدد النقرات فتسوء النتائج.
ج- ترتفع تكاليف الحملة الإعلانية بشكل متزايد لأن الحصول على نفس العدد من النقرات أو التحويلات يستوجب دفع مبلغ أكبر.
حسنا وبعد أن ذكرنا أسباب الوصول إلى حالة الإرهاق الإعلاني هل يوجد حل لهذه المشكلة؟
في الحقيقة نعم يوجد حل لذلك، عليك أن تتوجه لقسم التقارير في مدير الاعلانات ثم إلى معدل التكرار فإن وجدته يفوق 3 مرات خلال اسبوع حينئذ عليك التوجه إلى حملتك الإعلانية وتعديل معدل ظهور الإعلان لنفس الشخص خلال أسبوع واحد وهذا طبعا في حال كانت حملتك تتيح ذلك، أما في حال كنت تستخدم حملات من نوع تحويلات أو رسائل فلن يكون هذا الخيار متوفرا لديك، في هذه الحالة عليك الاعتماد على تبديل التصاميم الإعلانية المستخدمة بشكل دوري عند وصول معدل التكرار لديك الرقم 2.
خلاصة الأمر، ربما وجهت لك الكثير من التعليمات والملاحظات خلال هذا الدليل، وربما تلتزم بما جاء فيه من تعليمات فتجد تحسنا ملحوظا في نتائج حملاتك الإعلانية، لكن عليك دائما أن تتذكر أن لا شيء يعلمك كما تعلمك الخبرة. فلا تتردد من التعلم والسؤال والتجربة سواء كنت محترفا أو مبتدأ.