هل فكرت يوما في الطريقة التي يقرر فيها فيس بوك عرض الاعلان لشخص دون آخر؟
وهل فكرت في الطريقة التي يتبعها لتحديد أولوية العرض لإعلان ما في من بين الاعلانات المتشابهة معه؟
حسنا، في هذا الدليل سأقدم لك تقريرا مفصلا عن ذلك فاربط حزامك واصرف تنبيهك عن أي مشتت خارجي وتابع معي.
تتشابه مزادات الاعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي مع المزادات الحقيقية التي يجريها البشر لكنها تختلف في آلية التطبيق واختيار الفائز، حيث أن دفعك لاعلى سعر في مزاد فيس بوك لا يعني حصولك على الأولوية في عرض إعلانك على العكس تماما من مزادات البشر.
ربما وجدت ما قلته غريبا لكني ساشرح لك كل شيء بالتفصيل، في الحقيقة يدخل في تحديد الاعلان ذي الأولوية في مزادات فيس بوك عاملين اثنين:
العامل الاول-
سعر المزايدة الذي يدخل به المعلن في المزاد سواء كان يدويا أو آليا، ففي حالة كان يدويا ستلتزم الخوارزميات بإدخالك في المزاد وفق الرقم الذي أدخلته أعلى/أقل قليلا.
أما في حالة المزايدة الآلية فإن الخوارزميات ستلتزم بإدخالك في المزاد مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون سعر المزايدة الخاص بك مطابقا أو قريبا من متوسط سعر جميع الأسعار الموجودة في المزاد
العامل الثاني-
تقديم تجربة ممتعة أو على الأقل مفيدة لمستخدمي تطبيقات ميتا المختلفة من خلال عرض إعلانات تهمهم فعلا واستحوذ على انتباههم، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يلزم لتحقيق ذلك مثل استخدام نصوص إعلانية ذكية وصور جذابة وعناوين فريدة.
من خلال هذين العاملين يكون الفائز في مزاد فيس بوك هو الإعلان الذي يقدم أكبر قيمة مضافة للعميل مع الآخذ بعين الاعتبار سعر المزايدة المقدم من المعلن كعامل ثانوي.
فمثلا إن قام اثنان من المعلنين بإنشاء اعلانات تقدم ذات الأثر والفائدة لدى الجمهور المستهدف ويمتلك الاعلامين نفس الجودة من حيث التصميم والصياغة ولهما نفس الهدف ويستهدفان نفس الجمهور، عندها يلعب السعر دوره فيكون المعلن صاحب السعر الاعلى هو صاحب الأولوية في عرض إعلانه أولا.
لكن الأمر لا ينتهي هنا؟!!
حيث أن الأداء الذي يحققه إعلانك لاحقا وطريقة تفاعل الجمهور معه تلعب دورها في تحسين التقييم العام لإعلان ما أو تخفيضه، وبناء عليه من الممكن أن يفوز إعلان ما بالمزاد لكن يخسره لاحقا إذا ما وجدت خوارزميات فيس بوك أن تفاعل الجمهور وتلقيهم للاعلان أقل من المتوقع.
لهذا السبب تحديدا تجد الكثير من المعلمين الذين يقومون بإنشاء حملات إعلانية تكون جيدة في بدايتها ثم تصبح تكلفة العميل أو النقرة فيها مرتفعة لأن الخوارزميات تخفض من تصنيفها إذا ما وجدت أن الجمهور ليس متفاعلا أو سعيدا بالقدر الكافي بعد رؤيته هذا الاعلان.
وهنا يبرز سؤال جوهري لأي معلن، أيهما أفضل استخدام سعر المزايدة الآلي أم اليدوي؟
في الحقيقة لا يوجد جواب محدد وواضح بهذا الخصوص لكن يمكن أن ألخص لك الأمر كالآتي، إذا كنت ستبدأ اعلانات في مجال ما وكنت جديدا فيه فاختر المزايدة الآلية فهو الخيار الأفضل، لاحقا وعندما تتشكل لديك فكرة عن حجم المنافسة في المجال ومتوسط تكلفة كل نقرة أو تحويل على سبيل المثال، يمكنك حينئذ أن تبدأ باستخدام المزايدة اليدوية مع مراقبة النتائج، فمثلا إن اخترت سعرا ما للمزايدة ووجدت النتائج ممتازة قم بعد عدة أيام بإنقاص السعر قليلا وراقب النتائج، فإن بقيت النتائج على حالها قم بإنقاص السعر أكثر وهكذا عليك أن تستمر في إنقاص السعر كل بضعة أيام حتى تلاحظ أن النتائج أصبحت أضعف أو أقل قليلا، حينئذ تكون قد وصلت إلى السعر المثالي.
لكن انتبه لأمر مهم، متوسط السعر المثالي هو عامل متغير حسب الموسم أو الوقت فلا يمكنك أن تعتمد سعرا واحدا في جميع المواسم، وبناء عليه تبرز المرونة كإجراء لا بد منه لدى أي معلن يبحث عن النجاح والتواجد.