دعونا نعود إلى بداية ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مع ظهور شبكة my space، لم يكن هنالك فصل بين الحسابات الشخصية والحسابات التجارية حيث يمكن لكل ملف تعريف أن يكون له أصدقاء وليس متابعين، كانت تلك الشبكة بسيطة الإمكانات ويمكن للجميع فيها مشاركة المحتوى بنفسى الأدوات والإمكانات.
لكن مع مرور السنوات وظهور شبكات اجتماعية جديدة تطور الأمر ليصبح خاضعا تماما لعمل الخوارزمية الخاصة بالشبكة، حيث تختار الخوارازميات المحتوى والحسابات الفيروسية وتمارس عملها بكفاءة في إظهار نوع من المحتوى أو تفضيله على نوع آخر، فبات العثور على محتوى ترفيهي أو تعليمي على سبيل المثال أسهل مما مضى.
ومع ذلك إذا كنت ماهرا باختراق الخوارزمية فإن بإمكانك الوصول إلى أهدافك المرسومة بسهولة وانا طبعا لا أقصد اختراق الخوارزمية بمعناها الحرفي بل القدرة على استغلال المعرفة بطريقة عملها لتحقيق الهدف المطلوب.
لكن الاخبار السارة أنه لا زال بامكانك الوصول إلى أهدافك وبناء مجتمع من المتابعين والمدافعين حتى في ظل عمل الخوارازميات وهو ما سنتناوله في النقاط التالية.
في هذا الدليل سأستعرض معك بعض النصائح والأمور الهامة التي تساعدك على تكوين جمهور متفاعل من المتابعين في حسابك في انستجرام.
أولا- إنشاء استراتيجية محتوى مدروسة :
يجب أن تقوم استراتيجية المحتوى الخاص بك على عاملين أساسيين وهما :
أ- التواصل :
لانه الطريقة الوحيدة لبناء علاقات حقيقية مع الناس وحتى تحقق هذا الأمر يجب أن يركز محتواك على بدء التواصل وإجراء محادثات حقيقية مع الناس بدلا من مجرد التركيز على نشر المحتوى فقط.
يمكن للتواصل أن يتخذ أشكالا عديدة مثل الرد بشكل تعليق او رسائل مباشرة أو تحويلات أو اتصالات حتى.
هناك ثلاث طرق تمكنك من الحصول على مزيد من الردود على مشاركاتك:
1- طرح الأسئلة : تعد الأسئلة مفتاحا ذهبيا لتحفيز الناس على الرد والتعليق لأن كل فرد من متابعيك سيعتبر السؤال موجه له شخصيا وبالتالي يحفز فيه شعوره بالأهمية.
2- اختر المكان المناسب لمشاركة محتواك: بعض أنواع المحتوى يفضل نشرها على شكل مقاطع ريلز والبعض الآخر على شكل قصص، عليك أن تكون ذكيا في اختيار الطريقة الأنسب لنشر محتواك.
3- فتح جسور التواصل مع متابعيك : الأمر سهل جدا فقط استمع لما يطلبه متابعوك وقم بتلبيتهم.
وقبل تطبيق النقاط الثلاث السابقة وقبل كل شيء، يحب أن يكون المحتوى الذي تشاركه أصيلا لأن تقديمك لأمر لا تحبه لن ينجح مهما حاولت، فكن أصيلا في اختيارك للمحتوى وقدمه بطريقتك دون تقليد أحد ما أو تقمص لشخصية آخر.
ب- عوامل القياس:
يجب أن يكون عامل القياس جزءا رئيسيا من استراتيجيتك لأنه يساعدك على الاسترشاد إلى الطريق الصحيح والبقاء فيه.
ستساعدك عوامل القياس في فهم ما إذا كنت تتحدث إلى الأشخاص المناسبين بالطريقة الصحيحة ، والأدوات الصحيحة ، واللغة الصحيحة، فلا وجود لاستراتيجية ثابتة أبدا، يجب أن تكون الاستراتيجية المستخدمة متغيرة تماما بحسب النتائج ومرنة ومتكيفة مع كل طارئ أو جديد.
على سبيل المثال، لنفرض بأنك قمت بنشر مقطع فيديو وحصلت على خمسين تعليق وخمس رسائل ونقرتين على الرابط، هل تعتقد أن هذه الأرقام جيدة؟
في الحقيقة لا ترتبط جودة الارقام بكبرها أو يصغرها بل بتحقيقها لأهدافها، مثلا لنفترض أنك حصلت على 5 نقرات و 200 تعليق وكان هدفك أصلا الحصول على 10 نقرات دون الاهتمام كثيرا بعدد التعليقات، في هذه الحالة سيكون عدد التعليقات الكبير الذي حصلت عليه غير ذي جدوى لانه أصلا ليس هدفا لك.
ثانيا- استخدام التعليقات والرسائل والردود بفاعلية:
في هذا المجال عليك أن تعمل على تحسين المحادثات التي تجريها سواء في التعليقات أو في الرسائل المباشرة.
أبسط ما يمكن أن تقوم به هو مخاطبة متابعيك بأسماءهم الأولى الحقيقية، قد يبدو لك أمرا مبتذلا لكنه يظهر لمتابعيك أهميتهم بالنسبة لك وهو ما يزيد من تعلقهم بك وولاءهم لك.
إضافة لذلك، لا تتردد في طرح الأسئلة التوضيحية سواء في التعليقات أو في الرسائل، لن يبدو الأمر كما لو أنك جاهل أو قليل الخبرة في مجالك، على العكس فإن هذا الأمر يبين مدى اهتمامك بحصول متابعيك أو عملائك على المعلومة الصحيحة التي تلبي احتياجهم.
ثالثا- قم بالبحث عن المتابعين المناسبين:
للبحث عن المتابعين المناسبين عليك تحديد حجم جمهورك المناسب أولا، على سبيل المثال، لو كنت تبيع منتجا تجاريا كألعاب الأطفال يجب أن يكون جمهورك كبيرا لتكون قادرا على تحقيق أهداف البيع، على النقيض من ذلك لو كنت تقدم خدمات التدريب أو الاستشارات فلن تحتاج إلى أكثر من بضعة آلاف من المتابعين.
إذا في هذه الحالة عليك أن تركز على جودة الجمهور وليس حجمه فكيف تقوم بذلك ؟!
لن يكون حصولك على جمهور ذو جودة عالية أمر سهلا لكنه أيضا ليس مستحيلا إن تصرفت بطريقة محترفة، بداية ابحث عن الحسابات النشطة في مجالك وقم بمتابعتها، بعد ذلك ابحث عن علامة هاشتاج مناسبة لعملك أو مجالك وقم بتضمينها في محتواك، قيامك بهذين الأمرين هو الخطوة الأولى في طريق تحسين نوعية متابعيك، لانك ستضمن حصولك على متابعين مهتمين أو متفاعلين حقيقيين في هذا المجال.
رابعا- تجنب الأخطاء الاكثر شيوعا التي يرتكبها الآخرون على انستجرام:
يعد اختيار الاستراتيجية الخاطئة واحدا من أكثر الأخطاء التي يقع فيها منشؤو المحتوى على انستجرام لكن إليك بعض الأخطاء الأخرى التي قد لا ينتبه إليها الكثيرون:
أ- تركيز العمل في الحصول على متابعين جدد على حساب المتابعين الحاليين:
يركز الكثيرون على الحصول على متابعين جدد وهو أمر ليس خاطئ بالكلية ما لم يكن على حساب تفاعلك مع جمهورك الحالي وبناء روابط معه، وليكن بعلمك أن المستخدمين الآخرين قد يكونون أكثر اهتماما بمتابعتك إذا وجدوا أنك تتفاعل بالفعل مع متابعيك الحاليين
ب- قلة الصبر: يستغرق بناء مجتمع مخلص ونشط بعضا من الوقت، فحصولك على هذا النوع من المتابعين لن يكون فيروسيا في الغالب، في هذا الصدد يقوم بعض منشئي المحتوى بشراء متابعين أو إعجابات من حسابات وهمية ظنا منهم أن ذلك يساعدهم في توسيع قاعدة جمهورهم بسرعة، وهو أمر خاطئ تماما فإياك والتفكير فيه لأن نتائجه ستكون كارثية على مستوى تصنيف حسابك من قبل الخوارزمية.
ج- السعي إلى الكمال: يحاول البعض في طريق الوصول ألى هدفهم بناء جمهور واسع وذو جودة عالية في نفس الوقت، يعد هذا الأمر صعبا إلى حد ما وأنا هنا لا أدعوك للتركيز على جانب وإهمال الآخر، لكن ما أقصده أن الحصول على جمهور واسع حتى لو لم يكن ذو جودة عالية ليس سيئا خصوصا في البدايات(لا أقصد بالطبع شراء المتابعين أو الإجابات).
في الخلاصة، تذكر أن كل جزء من محتواك يجب أن يكون له هدف محدد، يجب أن يروي كل جزء من محتواك قصة أو جزءا من قصة علامتك التجارية، فتحقق من طريقة عملك واستراتيجيتك المتبعة واعمل دوما على تحسينها لملائمة التطورات والتغييرات الجديدة.